21 - 06 - 2024

صندوق الدنيا | ما تقفلوا كل الجرايد .. هترتاحوا وتريحونا! وعلاقة الأبنودي الشائكة مع نجم

صندوق الدنيا | ما تقفلوا كل الجرايد .. هترتاحوا وتريحونا! وعلاقة الأبنودي الشائكة مع نجم

(تعالى قرب .. شوف وجرب / لو أنت عاوز متقولش جايز / صندوق الدنيا / ده لكل الدنيا / واتفرج يا سلام.)

البستان

ما تقفلوا كل الجرايد .. هترتاحوا وتريحونا!
- يا بلاط صاحبة الجلالة : "نحن لم نفعل أي شيء خاطئ، لكن بطريقة ما، خسرنا"

دعونا نتفق ان علاقة الصحافة والسلطة علاقة مش ولابد؛ تقدر تقول عليها علاقة طردية عكسية، من أيام محمد علي وأم علي والرز بلبن والمهلبية؛ تحسهم ناقر ونقير؛ قط وفار؛ زي ما تقول كده مولودين فوق روس بعض؛ لكنهم في النهاية  لا يستغنوا عن بعضهما البعض؛ أصل القط  بيحب خناقه، وكل طرف فيهم عارف ومدرك قيمة وأهمية الطرف التاني؛ ولذلك الحكومة أي حكومة عارفة قيمة وأهمية الصحافة؛ لان الصحافة حتى وان كانت بتقدم نقد لازع؛ فهو في النهاية من أجل الصالح العام، والصالح العام يتطلب غلق بعض الصحف؛ ليس لأمور سياسية، ولا لأمور أمنية لا سمح الله. للوضع الاقتصادي البحت؛ فبحسرة شديدة وبخيبة أمل أشد استقبل الصحفيون قرار إيقاف النسخ الورقية للصحف المسائية الحكومية، هذا القرار الذي أصدرته الهيئة الوطنية للصحافة، وتضمن الموافقة على تحويل إصدارات الأهرام المسائي، والأخبار المسائي، والمساء، إلى إصدارات إلكترونية. وقتها القرار شكّل صدمة كبيرة جدا لكل العاملين في الوسط الإعلامي المصري، وشهد الفيس البوك موجة نقاش حادة جدا كلها انتهت بسؤال محير ما هو مستقبل الصحافة الورقية؟

ولاننا لسنا بمعزل عن العالم دعنا نتذكر كلمة المدير التنفيذي لشركة نوكيا .. نوكيا! هو إيه علاقة نوكيا بالموضوع؟ الصبر يا عزيزي قال الرجل: (نحن لم نفعل أي شيء خاطئ، لكن بطريقة ما، خسرنا، وبقولته هذه، بكى كل فريق الإدارة بمن فيهم هو نفسه. وتابع قائلا: (نوكيا كانت شركة محترمة؛ إنها لم تفعل شيئا خطأ في أعمالها ولكن العالم تغير بسرعة كبيرة. غاب عنهم التعلّم، وغاب عنهم التغيير، وبالتالي فإنها فقدت فرصة ثمينة كانت في متناول اليد لتصبح شركة عملاقة). انتهت كلمة المدير التنفيذي التي لم ننتبه إليها؛ بل ضغطنا على زر الشير من هواتفنا "الاند رويد"، وهو النظام الأحدث الذي قضى على شركة نوكيا؛ التي غاب عنها التعلّم والتغيير؛ وهو ما حدث لنا؛ فبدلا من دراسة التجارب الفارقة للآخرين تداول نشطاء الفيس بوك وخبراء التنمية البشرية؛ بل والصحفيون أنفسهم البيان بنوع من الحسرة وبنستولجيا "فيس بوكية" ناعين لعبة الدودة؛ متذكرين قوة بطارية نوكيا ممصمصين الليمون مترحمين على جهاز نوكيا الحديدي؛ الذي مات كمدا من غياب التعلّموالتغيير والتطوير، وهي نفس الأمور التي غابت عن الصحافة، والتي أفاقت على صدمة جديدة؛ فقرار دمج مجلتي الكواكب وطبيبك الخاص مع مجلة حواء نزل على رؤوسنا كالصاعقة، والقادم أسوأ.

وحقيقة الأمر أن الحكومة لا تتحمل وحدها تبعات هذا القرار؛ فكل مسؤول صحفي همش الكفاءات معتمدا على أهل الثقة دون أهل الخبرة؛ مهملا الأفكار المبتكرة؛ متمسكا بالشكل التقليدي في إدارته؛ داهسا الشباب ساهم فيما حدث؛ فالصحافة كان لابد لها من تطوير وتحديث وضخ دماء جديدة؛ بدلا من الاعتماد على الطرق التقليدية، والتي أدت في النهاية إلى الغلق لوقف نزيف الخسائر. مع ان هناك جرائد ومجلات تستطيع الربح .

دعني اطلعك على ما كتبه الكاتب الكبير سمير درويش على صفحته : (عدد المعجبين والفولورز على صفحة مجلة ميريت الثقافية يوصل 15 ألف، وعدد المعجبين على جروب المجلة 9 آلاف، يعني المجموع يصل لـ24 ألف، وعدد الزائرين في لحظة ما بيوصل لـ1000 زائر، والريتش على البوستات اللي بننشرها بيتراوح بين 1000 و4000 بين القراءة والتصفح والتحميل.. بصرف النظر عن عدد اللايكات والكومنتات اللي بتظهر للمتابع.

دا طبعًا غير اللي بيحملوا المجلة pdf من موقعي أكاديميا وميديا فاير، واللي بيحملوها من الملف المباشر من الجروب، وفيه مواقع تانية بتحملها وتتيحها لزوارها، وفيه أصدقاء بيتطوعوا بإعادة إرسالها لأصدقائهم، وأنا ببقى سعيد بكده.. وكل ده غير إرسال الملف بالواتس آب لحوالي 3000 رقم، وبالميل لعدد مماثل. وكمان عدد الرسائل اللي بتوصل على الميل والماسنجر لإرسال مواد للنشر، رغم إن الناس عارفة إننا لا ندفع مكافآت، وكمان لا نطبع ورقي. كل ده يقول إن الحمد لله مجهودنا مش في الفاضي، وإننا بالفعل في حاجة لمجلات ثقافية وأدبية تغطي المشهد العربي كله، كل مجلة تهتم بجانب، لأن الحقيقة عندنا تقصير في ده مرعب جدًّا.. يا وزيرة الثقافة.. موضوع المجلات الثقافية في مصر يحتاج مراجعة شاملة..)

إلى هنا انتهى "البوست" والذي تفاعل معه الكثيرون من كل حدب وصوب؛ ولن أقل لك خذ نصف هذه الأرقام واعتبرها رقما فعليا سيقوم بشراء مجلة بقيمة 10 جنيهات لاثبت لك ان هناك أرباح ستحدث في حال طباعة المجلة، ولن أشغل بالك بالإعلانات ولا بالإدارة؛ كل ما سأقولك لك كيف يكون لدينا كاتب مثل سمير درويش يفكر بهذه الطريقة العملية ولا نطلب منه أو من غيره تشكيل إدارة خاصة تعمل بشكل مستقل ومنفرد وتكون معنية بالعمل على تطوير المجلات والجرائد!!. بدلا من غلقها. 

 تجربة آخرى مشابهة وهي مجلة مسرحنا والتي أكتب بها، والتي تعد المجلة الوحيدة في مصر التي تهتم بالمسرح؛ بل ويمتد نشاطها للوطن العربي كله. هذه المجلة تملك فريق عمل يقدم أعداد مسرحية في غاية القوة والأهمية والسؤال هل جلس المسؤولين مع رئيس التحرير لدراسة الأمر لكي تعود المجلة وتصدر ورقيا مرة آخرى؟ ولا تقل لي سبق وجلسوا مع فلان وعلان ربما فلان وعلان لم تكن لديهم حلول. أو ربما الظروف وقتها كانت أصعب. أشياء كثيرة نقول عليها "ربما"، ولكننا دائما بعد الكارثة نقول "ليتنا". سؤالا أخير هل فكر أحد في تحميل أرشيف أعداد الكواكب على الانترنت والعمل على الاستفادة الربحية من هذا الكنز الثمين؟

أعتقد لا .. فكل ما سيشغل بال المسؤولين التخلص من الأرشيف.  

***

وسط البلد

من كواليس السلطة والفن والحياة وبعض مما كان

نجم والأبنودي

في سبعينيات القرن المنصرم وقف المرحم النائب زكريا لطفي جمعة، وقال ان القاعدة الطلابية سليمة وان المندسين من عملاء مراكز القوى هم الذين يحرضون الطلاب على معارضة النظام..إلخ) تابع "لطفي" كلامه قائلا: انه استطاع ان يحصل على وثيقة هامة بها رذالات وبذاءات من تأليف البذيء أحمد فؤاد نجم وبمجرد ما قال:

(قل اعوذو / مد بوذو / الجبان ابن الجبانه / كل غدانا / قام لقانا / شعب طيب / كل عشانا) سرت همهمات تحت القبة، وكاد البعض يصفق؛ بل ان أغلبهم في فترة الاستراحة احتشدوا حوله في البهو الفرعوني ليسعموا باقي القصيدة!. ليست وحدها هذه القصيدة التي كدرت المسؤولين وقتها؛ فكل ما كتبه "نجم" كان يتسبب في كرشة نفس للمسؤولين. استطاع "نجم" تدشين مدرسته الشعرية من خلال القصائد السياسية؛ فكتب اسمه كواحد من أهم شعراء العامية في تاريخ مصر الحديث، والتي تباينت في تعاملها معه؛ فمرة تتجاهله، ومرة ترسل له التلفزيون المصري في عقر داره بحوش قدم لتحاوره المذيعة اللامعة عزة مصطفى، وقت ما كان لسه التلفزيون بخيره، وقتها قالت له المذيعة: أنت تعتبر واحد من السته الكبار! فقال لها: يطلعوا إيه ال 6 الكبار!. فقالت له: دول أهم من كتبوا شعر العامية في مصر. فقال لها يطلعوا مين دول؟. قالت له: الأولبيرم التونسي. فرد عليها دا عمنا وعم العامية. ثم قالت له: وصلاح جاهين. فقال لها: دا الطفل الإلهي؛ دا مجمع مواهب. فقالت له: وفؤاد حداد.  فقال لها: لو فيه اكاديمية للشعر العامي حداد يبقى عميدها. ثم قالت له: وأنت وعبد الرحمن الأبنودي وسيد حجاب "آخر العنقود"؛ فقال لها عيب نقول السته الكبار وميبقاش منهم عبد الرحيم منصور. الغريب ان عبد الرحيم منصور شاعر قنائي من قنا أقصد، وأمل دنقل أمير شعراء الرفض من قنا، والخال عبد الرحمن الأبنودي أيضا من قنا، وابن عروس والذي اسمه ارتبط بالمربعات من قنا، وفيه قول منتشر بين مثقفي قنا (لو خبطت في شخص ما يسير في شوارع قنا هتلاقيه شاعر). كثير من المربعات التي نُسبت لابن عروس قيلت في مواويل السيرة الهلالية على لسان سيد الضوي وجابر أبو حسين، والذي يلقب بهوميروس العرب، وبصراحة شديدة أنا أرى "أبو حسين" أفضل من قال السيرة الهلالية، والتي لولا مجهودات "الأبنودي" لاندثر هذا الإرث الثقافي الشفاهي  الشعبي العظيم، والذي دونه وسجله "الأبنودي" بكل الأشكال. كان عبد الرحمن الابنودي على خلاف مع الفاجومي أحمد فؤاد نجم، وأثناء زيارتي لمتحف السيرة الهلالية في أبنود مسقط رأس "الأبنودي" تحدث مع أحمد خليل مدير المتحف، والذي تربطه صلة قرابة بالخال، وسألته عن طبيعة العلاقة بين كلا الشاعرين؛ فقال لي انه ذات مرة سأل "الأبنودي" عن "نجم" فقال له كلاما لا يسر!، ولكن "الأبنودي" استدرك قائلا: هو لما بيكتب أغنية بيكتبها حلو. وفي أحد القاءات التلفزيونية قال "نجم"عن الأبنودي أنا مش عارف إيه اللي بيكتبه ده؟!، ولكن كلاهما لم يسقط عن الثاني شاعريته، فكلاهما يعرف قيمة الآخر، وأنا في متحف السيرة الهلالية وقفت أشاهد رسومات أبو زيد الهلالي؛ ودياب؛ وإذبصوت يقول لي رسومات بلديكم الفنان "حسن الشرق"، ودا .....  

(تابعوا معنا العدد القادم لنعرف كواليس السلطة والفن والحياة وبعض مما كان).   

***

ماذا حدث في قضية نجل وزيرة الهجرة نبيلة مكرم عبدالشهيد؟

(مشهد عبثي تخيلي من س و ج لمعرفة كيف يفكر العقل الجمعي)

*  لماذا حدث تعتيم على القضية؟

-  فين بس ما كل الجرائد بتنشر

* بتكلم عن موضوع وزيرة الصحة  

- العلم عند الله

* ليه حضرتك كنت مهتم ومتابع قضية وزيرة الهجرة ومش مهتم بقضية وزيرة الصحة؟

- عشان أنا مسيحي وهي وزيرة مسيحية وأنا مش مهتم غير باللي يخصني

* وأنت؟

- أنا زيه؟

* زيه إزاي .. أنت مسلم

- مهو أنا زيه مش مهتم غير باللي يخصني، واللي يخصني فتوى تحريم تهنئة المسيحيين بأعيادهم

* سمعنا فيه محاولات للتأثير على القضاء الاميركي ؟

ج: ...............

* ساكت ليه؟

- أنت مصدق اللى أنت بتقوله حضرتك!

* لأ

واغلق المحضر في ساعته وتاريخه.. 

أما الوزيرة نفسها فقالت «أنا وأسرتي نتعرض لمحنة شديدة، ونمر بوقت عصيب على أثر اتهام ابني بارتكاب جريمة قتل بالولايات المتحدة الأمريكية، هذا الاتهام منظور أمام محكمة أمريكية ولم يصدر به حكم قاطع حتى الآن.

قيامب بواجباتي كوزيرة في الحكومة المصرية، لا يتعارض إطلاقا مع كوني أم مؤمنه تواجه بشجاعة محنة إبنها. ومهما كانت العواقب، فإنني كوزيره أتحمل مسؤوليتي كاملة تجاه منصبي ومقتضيات العمل به، وأفرق بشكل واضح بين ما هو شخصي وما هو عام. كأم، أطلب منكم الدعاء لي ولأسرتي في هذه المحنة، وأدعو معكم لابني رامي وللضحايا اللذين لقوا ربهم. اتوجه أيضا إلى وسائل الإعلام بتحري الدقه فيما تنشر، وتراعي الصدق والإنسانية في تعاملها مع تلك المحنة التي ألمت بأسرة مصرية تنتظر حكما لا يزال في علم الغيب وفي ضمير القاضي به."


زمان ودلوقتي

كان يا ما كان في سالف العصر والأوان قبل ان يتبدل تبرج وتفرنج الإنسان

ليعيش الآن في زهو التدين والإيمان على مختلف الأشكال والألوان

كان هذا هو حال الإنسان

والآن أصبح هذا هو حال الإنسان

ليسقط التبرج والتفرنج ولتحيا الملوخية والبتنجان

من المشهد الأسبوعي







اعلان